الرئيسية » الصحة النفسية » مطبخ الحياة

مطبخ الحياة

مطبخ الحياة
ياله من عصر عجيب و غريب يشهد تطورات سريعة أسرع من البرق .. أحداث متتالية من كوارث و مصائب و فقر و سوء اقتصاد و حروب و دمار .. أصبحنا في عصر العبادات فيه عادات و الإيمان شحيح الذوبان في النفوس .. أصبحنا في عصر أصبح الحب فيه رزيلة و انحلال الأخلاق فضيلة .. أصبح فيه سبي النساء بشكل شرعي على يد مأذون و اغتصاب الأحرار من النساء على أيدي أزواجهن مباح .. أصبحنا في عصر فيه الأطفال كبش فداء لكل شئ و أي شئ يحدث من خلافات و نزاعات و أصبحت جثث الشهداء مجرد شعار للمزيفين من سماسرة الدين .. و أصبحت الحرية عباءة تستر عورات المرتزقة من السياسين .. أصبحنا في عصر فيه الجهل لغة العصر و رمز للشهادات العليا و ميزان للمثقفين الأغبياء .. أصبحنا في عصر ذهبت فيه نخوة الرجال و غيرتهم المنقرضة في غابة من سيقان الإباحة الأخلاقية و الدينية و الإنسانية .. أصبحنا في عصر فيه النساء عارضات أزياء في الشوارع و العمل حتى في المطابخ .. أصبح المطبخ ملاذ الشمطاء الحمقاء التي تستعرض نفسها على مواقع اللايف المباشر و غيره .. أصبح المطبخ هو الطريق السهل للحصول على المال بشكل أسرع .. فأصبح الجسد سلعة رخيصة تباع من خلال الشاشات لكل من يدفع أكثر .. و للأسف بعضهن برفقة كلاب الحراسة من أزواجهن .. أصبحت التفاهة فن و إتقان و وسيلة للوصول لشهرة مزيفة.
أصبح المطبخ و غرفة النوم و كل ما هو من حرمات البيت مشاع و مباح و أصبحت الأطفال مجرد دمى للعرض من خلال الشاشات
أصبحنا مجرد أشباح تسير بأجساد هشة و عقول فارغة و قلوب عمياء .. أصبحنا جميعنا في مطبخ واحد مع اختلاف طريقة الطهي و نوعية الآواني المستخدمة و مسمى الآكلات المسمومة التي نسمم بها أنفسنا أولا قبل أن نسمم الآخرين ..
فبرغم كل هذه المصائب و الكوارث المحيطة بنا إلا أننا ما زلنا نمارس جهلنا و نعتز به .. ما زلنا نتجرع سم الشهوات و النزوات و انفلات الأخلاق و ضياع الإنسانية .. ما زلنا ندعي الغباء برغم علمنا بالطوفان القادم رغم علمنا أنه لن توجد سفينة أخرى كسفينة نوح و ليس هناك عصا تشبه عصا موسى . كما أننا لن نملك ملك سليمان أو معجزات عيسى أو براق محمد عليهم جميعا أفضل السلام .. ما زلنا نتجرع كل ما هو مسموم بداخل أنفسنا و عقولنا .. أصبحنا لا نملك سوى شاشات لعرض النفاق و التجمل و استعراض المفاتن و الفتن .. شاشات ممتلئة بالجهل في الكلمة و الصوت و الفعل و السلوك .. إلى أن وصلنا لمطبخ الستات برعاية الحكومات القوادة للحرية و العدل .. تحت رعاية المخنثين و الديوثين من الرجال ..
أفيقوا يرحمكم الله تمسكوا بما تبقى لديكم من إيمان فالطوفان قادم لا محالة .. فكل ما يحدث هو مقدمة للطوفان الأكبر .. أفيقوا قبل أن نصبح جميعا في مطبخ النساء . أفيقوا قبل أن تصبح نساءنا و رجالنا و أطفالنا في مطبخ النساء مقابل المال

د/هاني الجبالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *