كفك و كفِ
خط في كفك أنت .. و خط في كفِ
يرسمان طريق العمر بيننا
ترتحل بينهما أحلامنا
متشابكة متعانقة فلا يعنينا شقاء و لا خوفِ
نصنع من خطينا أوتار تسمعني بالشوق ألحانك
و أسمعك أجمل عزفي
تعال نقرأ الكف بيننا أقرأ كفك و تقرأ كفِ
نقرأه في صمت حتى لا يخدش اللسان
حديث أعيننا حتى لا تنتحر كلمات الحب
على شفاهنا فيضيع في مدن الثرثرة حرفك و حرفي
انظر … هذا خطك يحمل تأشيرة دخول لأرضي
و ذاك خطي يفتح الحدود بيننا .. فعند اللقاء يهرب
من جوارحنا ضعفك و ضعفي
و في وسط خطينا شجرة تفاح ورثناها عن أجدادنا
دعني أقطف منها ثمرة تشبعنا نصفها لك و لي نصفي
و على جنبات خطينا طفل يبكي بداخلنا و وطن مفقود منا
و شهيد يبتسم ابتسامة كـ ترياق يغوص بجوفي
أترى هذا الطفل هناك في صفك
و ها هو الشهيد في صفِ
و ما بينهما وطن ينوح كـ أرملة و ثقلى و عاشقة
ـ وطن أصبح بلا أرض بلا سماء كـ بيت بلا سقفِ
فتعالى نحطم أسوار واقعنا فأنت في معتقل العذاب أسير
و أنا خارج وطن العشق منفي
و في نهاية خطينا مسكننا
على ضفاف الروح نفترش رمال الهوى
و من ذراعينا وسادة حب
أنام على كتفك و تنام على كتفِ
و من قبلة الحياة في شفاهنا
نصنع طوق نجاة ينقذ ما تبقى من ذاكرة الحب
ففي بحر النسيان لن يجدي آسفك و آسفِ
و من رسائل الشوق بيننا نصنع ذورقا ذهبيا
نحمل فيه كل عز و مجد
كل نعيم و ترفِ
مالي أراك مندهشاً
أيقتلك شغفك
كما يقتلني شغفي
أتود أن نكمل حديثنا
أم هذا يكفي
لقد قرأت كفك
فهل تقرأ لي كفِ
من كتاب خواطر آدم
د/ هاني الجبالي