فكرة و إيمان – حنان بازرعه

كل فكرة تقوى وتكون قائمة على الأرض

بإدراكها ، ثم تصديقها والإيمان بقوتها وثبوتها…

ثم الإعلام والإعلان عنها وتحريرها من
الظلمة إلى النور ..

ثم الثبات وتحمل المشاق في حملها ..

فتصبح ثورة بعد أن كانت فكرة وتثبت

بقوة الإيمان بها لا بكثرة المؤمنين ..

قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )

بإيمانهم أنّ الله معهم كُتب لهم النصر ..

( وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ )

الإيمان بالفكرة تولّد قوة ..
عندما لا تتقبل شعور الخوف وتخاف من الشعور نفسه ،
ولا تواجهه وتعترف بوجوده لكوننا بشر ..
تعلق في دائرته مسجون ومقيد بأغلاله فتدور حوله ولا ترى إلّا هو ..
وشيئا فشيئا تكاد تنفصل عن واقعك ..

ولا تتخطاه عاجزًا .. فيتراكم الشعور ويكبر..
ويصبح ككرة الثلج متضخما ..
فيخرج عن السيطرة …
فتصبح وكأنك تهرب وتلهث ..
ويكون متحكما فينا …
ويصبح كشبح ضخم مخيف ..
كأنك تلعب بألعاب بتقنية الأبعاد الرباعية تراها وتشعر بها ..
وهي وهم وتعيشها وكأنها حقيقة ..

‏كم من مشاعر تشوّهت وتجذّرت فينا ..

وتلبّست بأقنعة تمُوه بمشاعر مختلطة ..

فتشعبت وتفرعت وأثمرت شوكًا فآلمتنا .. وأثقلت كاهلنا ..
وما استطعنا السير قُدُما ، لأننا خائفين ..

فلو اقتلعناها من جذورها في حينها لما تعثّرنا ولكانت ساحتنا فضاء تخلو من الأشباح ..