الرئيسية » الصحة النفسية » عندما.. قراءة في مقال

عندما.. قراءة في مقال

عندما.. تختنق من الحياة و روتينك اليومي و تشعر بأن مشاكلك قد أثقلت كاهلك و أنك أصبحت وحيدا في عالم الأنا.. عندما يكون القريب منك غريب عنك و عندما تصبح كبش فداء لكل ما يحدث حولك.. عندما تنام كل يوم و دموعك تشق لنفسها نفق على وسادتك و آهاتك تخرج منك بدون إصدار أي أصوات بل تفجر صدى صوت بداخلك لا يسمعه الا أنت. عندما تأكل و تشرب لمجرد الحفاظ على بيولوجية أعضاء جسدك الذي تنهش فيه ذكرياتك و أحزانك المؤلمة.. عندما يكون إخلاصك و أمانتك و طيبتك هي مظاهر غباءك في هذا العالم الغجري الهمجي الذي لا يعترف سوى بالصراخ و النفاق و تبادل المصالح.. عندما تندم على مشاعر أفنيتها هباء في إنسان لا يعرف قيمتك و جعلك منك مجرد رقم في حياته.. عندما يتمزق احساسك وجع و ألم على انسان عزيز لديك سواء فارق الحياة أو غاب عنك و لن يعود. عندما تشعر بأنك فشلت في كل شي حتى عجزت عن فهم الحياة و فهم نفسك.. عندما تنظر في مرآتك كل يوم و تشعر بأن ملامحك قد جار عليها الزمان مهما كان عمرك. عندما تنظر في عينيك و ترى شبح إنسان و لا ترى صورة نفسك الحقيقية.. عندما تصبح مجرد كومبارس في فيلم قصة حياتك.. عندما تتعثر دائما بالأشخاص السلبيين و المحبطين و الكاذبين و المنافقين و الانتهازيين.. عندما تهيم شوقا لروح ترافق روحك و لم تجدها الا في خيالاتك و أحلامك.. عندما تنكسر و تضعف من أقل الأشياء حتى لو كانت مجرد كلمة. عندما تصبح فجأة كشظايا البلور المكسور في كل كارثة أو محنة تقع فيها.. عندما ينتابك فوضى الحواس في كل الصدمات التي تتعرض لها عند الخذلان و قلة الحيلة.. عندما يأتي وقت و تتمنى أن تنتهي حياتك.. عندما يصبح ظلم الناس و المجتمع و ظلمك لنفسك هو زادك اليومي.. عندما تنهمر الدموع من عينيك كلما تذكرت طفولتك او كلما تذكرت اللحظات القليلة التي كنت سعيدا فيها.. عندما يقتلك الحنين للأماكن و الأشخاص و الأشياء.. عندما يجتاح عقلك و قلبك فكرة الضياع و فقدان الأمل في الحياة.. عندما تلجأ إلى أحدهم و تعود بخيبة الأمل.. عندما تلجأ لنفسك و لا تجدها في انتظارك.. عندما تكون أنت السجان و الجلاد و المسجون. عندما تصبح أنت الحكم و الظالم و المظلوم.. عندما تصبح كل ذلك و تمر بكل ذلك و تشعر بكل ذلك فاعلم أنك انسان حقيقي بمعنى الكلمة.. اعلم أنك قد وصلت لمعرفة حقيقة نفسك و أنك تستطيع الحياة بكل قوة.. عندما تشعر بكل ذلك ليس هناك من يستطيع انقاذك سوى الله سبحانه و تعالى فهو الذي دائما ما نهرب اليه و نلجأ اليه عندما نشعر بأننا لا شي في نظر الناس و في نظر أنفسنا.. عندما نفقد الأمل و نشكو من الوحدة و من الظلم و من كل متاعب الحياة.. هو الله الذي لن يتخلى عنك و لن تعود منكسرا عندما تتطرق بابه.. قوتك في إيمانك بالله و إيمان بنفسك.. فلا تحزن و انتفض من جديد و توكل على الله.. و لا تشغل بالك بكل ما ذكرته ب عندما.. د/هاني الجبالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *