الرئيسية » الصحة النفسية » صرخة أنثى . د/ هاني الجبالي

صرخة أنثى . د/ هاني الجبالي

الرجل..الذي يتطاول على امرأة سواء باللفظ أو بالضرب أو حتى بجرح مشاعرها..سواء كانت زوجته أو أخته أو ابنته أو أي امرأة أخرى .. هو حيوان يسير على الأرض بل الحيوان قد يملك رحمة أكثر منه.. فليس هناك قانون أو شريعة سماوية تبيح هذا الاذلال و الإهانة التي تتعرض لها النساء في بعض المجتمعات العربية و للأسف هناك بعض الدول التي تجعل من القانون ذكوري من الدرجة الأولى بحجة حقوق الرجل مع إهمال حقوق المرأة كإنسانة.. فكيف للمجتمع الذي يطبق الدين و القانون بأن يأخذ منه ما يفيد مصلحته فقط و يحرم الآخرين من حقوقهم.. فأين العدل يا شرزمة المجتمعات. و بأيدي الأهل أيضا بحجة العادات و التقاليد و الخوف من الناس و حديثهم المسموم.. كيف لهذه المجتمعات أن تستقيم في غياب العدل.. فإذا كان الوضع هكذا فلا تلوموا النساء عندما تخطأ سواء بالخيانة او الانتحار او التمرد او أي شي آخر.. فالانسان الذي لا يملك أبسط حقوقه و حريته الفطرية التي خلقه الله عليها.. هو إنسان مسلوب الحقوق أسير الأغبياء من الرجال و العائلات التي تسمح للرجال بالتمادي في كل شي حتى خيانة زوجاتهم بحجة أنه رجل. فهل هذا هو معنى الرجولة هل هذا هو الدين.. من لم يرحم الناس لا يستحق الرحمة فما بالك بالقوارير اللاتي أوصانا بها الله و رسوله.. اتقوا الله في أمهاتكم و زوجاتكم و اخواتكم و النساء جميعا.. اتقوا الله في أولادكم و بناتكم.. يا من تدعون الفضيلة و الرزيلة مباحة لكم في ناديكم يا من تدعون الالتزام و الدين و الدين في براءة منكم .. يا من تدعون الرجولة و تظنون أن الرجولة هي اتخاذ النساء غنيمة لكم و متاعا وقتما تريدون .. يا من تخافون الناس و لا تخافون الله في معاملتكم للنساء.. يا أيتها الأم التي تتعامل مع البنات على أساس أنها عار عليهم و يجب التخلص منها بالزواج و عدم الانفصال بحجة كلام الناس.. اتقي الله في بناتك و يا أيها الأب سواء كنت متغطرسا أو مهملا لحقوق بناتك كيف ستجيب الله عندما يسألك عن رعيتك. و يا أيها الأخ المتعجرف كيف تطاوعك نفسك بأن تتطاول على أختك الضعيفة بحجة أنك رجل البيت مع العلم أنك مع زوجتك كل شي مباح لها و لا تستطيع فرض السيطرة عليها فكيف لرجل مثلك يتساهل مع زوجته و يخرج كبته كله على إخوته البنات.. يا كل الرجال الذين يتخذون من الدين ما تطيب لهم أنفسهم و يتركون ما يلزمهم بحقوق الأخرين.. هل هذا هو الدين هل هذه سنة الحبيب.. أين الرحمة و أين صلة الرحم و أين الرفق بالقريب و الضعيف.. أين أنتم من القوي العدل.. تبا لكل مجتمع و كل أسرة تجعل من بناتها و نساءها مجرد أشباه أرواح ملقاة داخل البيت منتظرة وقت صعودها للسماء.. تبا لكل زوج يظن أن الرجولة موجودة بين أفخاذه فقط و أن النساء مجرد سلعة تباع في سوق النخاسين.. تبا لكل أب يسكت عن حق ابنته و يجعلها منكسرة بين نار زوجها و نار اخوتها و تبا لكل أخ يتنازل عن الرحمة في معاملته لأخواته البنات. تبا للذين يراءون و يمنعون و يكبتون و ينافقون و يضربون و يظنون أنهم بعيد عن حساب الله ارحموا نساءكم و ارحموا أولادكم يرحمكم الله

د/هاني الجبالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *