زينب .. هي فلسطين
زينب امرأة بألف رجل .. امرأة للكفاح و النضال و المقاومة أمد الدهر .. أنثى المتمردات في الحروب .. عينيها تمتد من القدس إلى الحرمين .. و من الأقصى إلى النيل و من غزة إلى الفرات و من جنين إلى صنعاء و من الضفة إلى الخليج و من بيت لحم إلى المحيط .. شعرها يكسو اطفال فلسطين من برد الشتاء .. شفتيها للصدق عنوان .. هي امرأة قوية كالجبال و شامخة لم و لن تركع لأي عدوان .. هي رمز العروبة و فخر النساء .. تشبه أمي و أختي و تشبه حبيبتي أكثر .. ففي كفيها خطوط للعدالة تشبه عدالة السماء .. و تشبه ابنتي في طفولتها المشاكسة .. زينب رمز للعفة و الطهارة ما زالت تقاوم و تقاوم من أجل الحرية و من أجل الأرض و العرض .. قد تمرض أحيانا لكنها تبقى جميلة مهما مر عليها الزمان كاللوحة الفنية تزداد قيمة يوما عن يوم في أعين الرجال الأحرار .. زينب هي الرحم الذي ينجب الرجال دون أشباه الرجال .. و هي التي عندما تحزن تزداد إجلالا و عندما تبتسم تزداد جمالا .. زينب هي العروبة الصامتة القوية في قلوب الأبطال .. و هي الرصاصة القاتلة في أعين الجبناء .. زينب هي الدم الذي يسري في عروق الوطن الباكي و الموجوع منذ سنوات .. هي النبض الساكن في أفئدة الراهبين و الزاهدين و العاشقين لتراب الأوطان .. هي الوعد و العهد لكل الأديان .. زينب .. هي السيف المسلول على رقبة الصهاينة في كل ميدان .. زينب .. برغم جروحها و نزيف العروبة المؤلم و دعوات الأرامل و الثكلى في كل آذان .. ما زالت جنة للمتقين و للشهداء دون الجنان .. زينب .. هي ترنيمة عشق للجهاد و تراتيل الشوق للفرسان .. زينب هي القدس و الاقصى هي فلسطين الأبية التي ما زالت تقاوم وحدها و ما زالت تئن من آلام الغدر و خيانة الحكام الذين يسكنون في قصر الخزي و العار كالحريم في قصر السلطان .. زينب سوف تبقى برغم كل شيء و أي شيء .. زينب هي الأرض و العرض هي الحضن و السكن هي العروبة و الوطن .. زينب هي العزة و الكرامة في زمن أصبح فيه الحكام و السلاطين كالنعام .. زينب تشبه أمي و ابنتي و أختي و تشبه حبيبتي أكثر فأكثر .. زينب هي فلسطين
د/ هاني الجبالي