الرئيسية » الصحة النفسية » رسالتي إلى العالم .. د/هاني الجبالي

رسالتي إلى العالم .. د/هاني الجبالي

سوف يأتي يوم .. و يصاب العالم كله بالعمى .. عندما يموت آخر ضمير في البشرية و يتوارى في الجسد كـ المؤودة في الصحراء .. سوف يصبح الدم كالماء .. و الإنسانية كـ الكتب القديمة متسولة على الطرقات .. و الحرية تصبح جريمة عقوبتها الإعدام .. و الحب هو العملة النادرة الوحيدة التي لم يتبقى منها سوى .. قلب يئن و يحترق و الصداقة بين الأصدقاء سوف تحتضر .. و الأقنعة سوف تزاداد في أرض النفاق .. و لن ينجو إلا من كان بقلبه ذرة إيمان واحدة و عقيدة ثابتة .. فيا ليتكم .. تنجون بآخر ما تبقى لديكم . و لسوف يأتي يوم .. و نسأل جميعا أنفسنا .. ماذا فعلنا عندما رأينا الأطفال جوعى و جرحى و قتلى .. ماذا فعلنا عندما رأينا ال نساء أرامل و ثكلى .. ماذا فعلنا عندما جعلنا الذئاب تنهش في الأعراض .. و الضباع تمرح في الأرض ماذا فعلنا سوى .. أننا تركنا الكلاب تنبح دون جدوى .. و الرعاع و الهمجية يرقصون فرحا .. على جثث أمواتنا .. كل ما فعلناه هو حراسة عظام الموتى … فالعالم كله… يرقص رقصة واحدة .. على أنغام جراحات الأطفال .. و موسيقى الفوضى الصامتة … فـ العازفين أتقنوا العزف … على آلات القتل و الدم … في حضور الأعمى و الأصم و الأبكم .. فلو علمتم قيمة دموع الأطفال .. بما تحمله من ألم … سواء كان ألم المرض أو الجوع أو القتل أو فراق الوالدين … لـ دفنتم أنفسكم أحياء … يا من تسرقون البسمة من على شفاههم .. و لا تبالون بجروحهم . فويلا للعالم .. عندما تموت فيه الإنسانية .. و تصبح دموع الأطفال كـ الخمر يرتشفونها الأغبياء و الحمقى .. و دماء الأبرياء فيها كـ الماء .. تسري في شرايين الرعاع و الهمجية … و تصبح النساء جواري ملك يمين لكل من يقتل عدد أكثر . فإان الذين يتمنون الموت …. هم اكثر الناس حزنا و آلاما و أشدهم قسوة وحرمان …بينما الذين يتمنون الحياة هم اكثر الناس تعلقا بالدينا و امتلاكا لمتع الحياة …. و ما بين هذا و ذاك شيطان صغير يعبث بعقولهم الضعيفة … فما بين الموت و الحياة مجرد تمني. .. قد يزداد حين و قد يقل حين اخر …ما بينهما خيط رفيع في لحظة ضعف او قوة … فقد نموت و نحيا و قد نحيا و نحن أموات . فالدنيا …. بستان من الأحزان … ورودها قصيرة الأجل … تسقى بماء الشقاء و الهموم … ورود بلا عطر بلا جمال .. رحيقها لا ينجذب اليه سوى … الحشرات من فصيلة الأغبياء و الحمقى الذين يعشقون الألوان … الدنيا خيط رفيع بين . جنة الخلد و جحيم النار . فكل الأشياء تتساقط من حولنا .. العمر و الأهل .. حتى الأصدقاء .. حتى نحن .. سوف يأتي يوم و نسقط في جوف الموت .. و لم يتبقى لنا سوى العظام التي قد تحمل جزء من خطايانا .. من وقت ولادتنا إلى موتنا .. فـ نحن عبارة عن بقايا إنسان . و قد تكمن سعادة الإنسان الحقيقية .. في نظرو واحدة أو ابتسامة .. أو كلمة أو كسرة خبز و شربة ماء .. أو سجدة حمد و شكر لرب لسماء . فلا شئ مجاني في الحياة .. فـ كل ما نفعله في الدنيا من الخير و الشر له مقابل سواء في الدنيا أو الآخرة . نحن نحتاج الإيمان دائما .. لكي نستطيع أن نواصل حياتنا . و الإنسان السوي هو : الروح طهارة للجسد … و القلب حياة .. العقل فيها ميزان .. و الضمير حارس
و ها هي فرصة أخرى عام جديد لتغير حياتك .. أخرى … فلو استطعنا … سماع أصوات الموتى … لأصبحنا أموات … كذلك كلنا نحلم بفرصة أخرى … كلما تقدم بنا العمر أو فاتنا شئ … كلما أخطأنا و أذنبنا … حتى في الحب الكل يبحث عن فرصة أخرى … سواء في العمل أو في محيظ الأسرة أو بين الأصدقاء … نبحث عن فرصة أخرى في الحياة … نتمناها عندما نفقدها .. و خاصة عند رحيل عزيزا علينا … نتمنى ولو للحظة أن يعود … كم هو مؤلم هذا الاحساس عندما تبحث دائما عن فرصة أخرى تعيد بها حياتك و توازنك … نبحث بلا أمل برغم أننا مدينون لأنفسنا بالتقصير في حقها … و برغم أننا نعلم أن الشئ الذي نفقده لن يعود كالعمر و الحب و أشياء كثيرة … إلا أننا ما زلنا نتمادى في غباءنا … و نضيع فرصة تلو أخرى حتى لو كانت للتسامح … حتى و إن أعطانا الله فرصة أخرى بعد موتنا و أعادنا للحياة مرة أخرى .. سنبقى كما فعلنا في الحياة السابقة … لأنها طبيعة بشرية ترجو و تأمل دون أن تفعل … تمسكوا بكل لحظة في حياتكم .. أحبوا و تسامحوا … توبوا و أطيعوا … افعلوا كل شئ جميل لأن الفرصة لا تأتي سوى مرة واحدة في العمر ….
د/ هاني الجبالي

أعلى النموذج

أسفل النموذج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *