الرئيسية » الصحة النفسية » العلاقات .. خلف الشاشة الإلكترونية

العلاقات .. خلف الشاشة الإلكترونية

العلاقات خلف الشاشة الإلكترونية ..!؟

هي بالنسبة للبعض علاقة تبدأ بسرعة البرق و تنتهي ببطئ و أيضا ببرود شديد خاصة العلاقات المتعارف عليها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي .. هذا اذا كان أحد الطرفين يعاني من فراغ عاطفي أو مشكلة معينة في حياته بمجرد أن يستفيق من سبات الواقع يجد نفسه كبطل من ورق .. أو بمجرد ذهاب بريق الشخصية من خلف الشاشات الإلكترونية تبدأ المشاعر في حالة خمول تام .. حتى التعارف لمجرد التعارف أو ما يسمى بالصداقة .. إن لم يكن متبادل باللايكات و التعليقات لكل منشور .. تجد العلاقة في نزاعها الأخير .. و بشكل عام هذا مفهوم و عقلية الاغبياء و الحمقى الذين لا يدركون معنى الحب أو الصداقة أو حتى تجاذب الروح و توافقها .. برغم من أن هناك القليل من يعيش علاقة عاطفية أو علاقة صداقة أشد و أقوى من العلاقات المتواجدة على أرض الواقع .. في كل الأحوال العالم الافتراضي يشبه كثيرا الواقع .. لأن الذي يحرك عقول و قلوب و نفوس هؤلاء افتراضيا أو لا افتراضيا سواء .. بمعنى كل إنسان تراه في العالم الافتراضي و تشعر بروحه قريبة منك هو فعلا كذلك في الواقع .. مع اختلاف سوء تقديرك الشخصية .. الحب لا يعرف الحواجز و الحدود و لا يعترف بالجنس أو اللون و لا يميز بين مذهب و اخر و لا يستطيع أيضا أن يتغير عند الانتقال من الافتراضي إلى الواقع .. كذلك الصداقة و التعارف القائم على الاحترام و الرقي بين الأشخاص .. اذا كان هناك خطأ في التقدير فهو خطأك انت فأنت تمثل نفسك و تمثل أيضا من تتعارف عليه و كما يقال الطيور على اشكالها تقع .. و أي إنسان تعرفت عليه حتى لمجرد الصداقة على مواقع التواصل و ابتعد عنك أو لم يعد يتواصل معك كما كنتما سابقا فاعلم أنه غبي متخبط و سيظل يتعثر بالالاف من الأشخاص التي تشبهه كثيرا .. فقط احتفظ بشخصيتك كما هي و تعامل بكل رقي و رحابة صدر .. و كما قلتها سابقا من لا يسأل عنك في غيابك فسؤاله عنك في وجودك لا يعنيك و ليس له اي قيمة .. للأقنعة أناس تحترف طريقة ارتداءها و للكذب و النفاق أناس يدركون خطواته جيدا . هناك من يلوم الآخرين على علاقتهم بأحبة على مواقع التواصل بحجة أنه عالم افتراضي و ليس واقع .. هؤلاء هم أكثر الناس ضيق للأفق و أكثرهم عقد نفسية و حياتية .. لأنهم لا يدركون أن الحب أو الإحساس عندما يدق الابواب لا يستطيع التمييز جيدا فهو لا يعترف بالمكان أو الزمان .. لا يعترف سوى بالروح فقط .. هناك الكثير من المرضى و الحمقى خلف هذه الشاشات فلا يغرنك التقوى التي تفوح من صفحاتهم أو ابتسامتهم الكاذبة .. و هناك من يدعي الفضيلة و من يدعي العلم و الثقافة .. و هناك من يحاول أن يصنع لنفسه مكان عاجزا على أن يصنعه في واقعه .. و هناك ضحايا التفاهات من المنشورات و الكلمات الهابطة .. و هناك من تراه يفقه في كل شي حتى السياسة كمعظم المجتمعات .. و هناك حقد دفين بين النساء و بعضهن و بين الرجال و بعضهم .. بلا أسباب لمجرد الغيرة على مسرح التواصل .. و هناك من تجده قديسا و حاكما في نفس الوقت . و هناك من تجده يشعر بأنه في قمة إبداعه اللامتناهي من الجهل .. و هناك فئة العميان الذين يرون بعين الجهل و هناك من يردد الكلام نقلا و كتابة كالببغاء و هناك من يصفق تصفيقا حارا لكل امرأة تتمختر بصورها كالشمطاء .. و هناك من تذوب عشقا في كلمات الرجال الحالمة القاتمة .. و هناك من يبوح بأسراره للغير منتظر حلا سحريا خلف الشاشة و كأن الجميع أصبح يمارس دور المستشار أو الطبيب النفسي .. و هناك من يرقص خجلا على أنغام الرسائل الخاصة الناعسة بعد منتصف الليل .. هناك كل شي و أي شي و كأنك تعيش في عالم ديزني .. افلام كرتونية متحركة بمشاعر باهتة و قلوب داكنة و في النهاية .. أنت من تملك الاختيار في موقعك و مكانتك و شخصيتك على مواقع التواصل .. أنت من تملك العقل و الاحساس .. خلف الشاشات الالكترونية العديد من عارضي أزياء الكلمات و صائدي العقول و القلوب .. كما أن هناك من يملكون عقول الحكماء و قلوب الملائكة .. و هناك أيضا توأم روحك الذي عجزت عن إيجاده في الواقع … فقط عليك اتقان فن الاختيار خلف الشاشات الإلكترونية

د/هاني الجبالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *