مريم …..
إهداء إلى كل امرأة عربية
مريم أجبيني .. أين أنتِ
أعلم أنك هنا …..ولكني لا أراكِ
أعلم أنك لا تريدين هذا الوطن الجبان …..
الذي أصبح أبرد من الثلج و أحر من الجمر…..
..وطن أصبحت فيه الدماء هوية لكل الحماقات
أصبح ساحة للرعاع و الهمجية
مريم .. إني أشم رائحتك .. ورائحة الشهداء في
جلبابك الأبيض لا تحزني .. إن أفقدوكِ
عذريتك بوابل من الرصاص
ولا تفزعي .. إن سمعتِ صوت المدافع تدمر …
.أحلامك البريئة
ولا تدمعي .. إن تركت الكلاب الذئاب تنهش في جسدك
أتذكرين .. شفتيكِ التي قبلت الحجر الأسود يوما
أم تذكرين .. عينيكِ التي رأت الكعبة بدمع وشغفا
أم جبينك .. الذي سجد في القدس خشوعا منذ زمنا
أم أقدامك .. التي سارت في أرض الشام مرتحلة
ويديك التي .. ارتوت بماء النيل شبعا
أم جسدك الطاهر .. الذي نام في ظل بغداد نعسا
أم شعرك الغجري الذي رفرف في بيروت منتصرا
أم أحلامك التي تحطمت في ليبيا واليمن منكسرا
مريم .. أجبيني .. أين أنتِ
مريم .. عينيكِ وطن
عينيكِ وطن … دمع وألم حزن وشجن
عينيكِ .. الأموات فيها .. أحياء عيناكِ ..
كالصحراء واسعة .. شاردة
والسحر فيها .. دليل الأشقياء
عينيكِ .. كالأوراق مثمرة ..
رموشها .. دفء .. لبرد الشتاء
عينيكِ .. ممطرة .. تمطر عدلا
وقدر . بيقين من السماء
عينيكِ .. كالشمس مشرقة
محرقة .. لكل همجي للوطن .. أساء
عينيكِ .. كالنجوم مرشدة للطرقات
ترسم خارطة للأزمان .. كيفما تشاء
عينيكِ كل شئ .. وأي شئ
عينيكِ ………….. وطن
أر في عينيكِ .. عروس الشام دمشق الحزينة .. دنسوها الغرباء
أر في عينيكِ … جميلة الجميلات بغداد الجريحة .. المرأة الهيفاء
أر في عينيكِ .. ألم العذراء بيروت الرشيقة .. الحسناء
وليبيا الأصيلة الخنساء
أر في عينيكِ .. الأسيرة
القدس .. سيدة النساء
أرى فيها .. كل الوطن
.. أر في عينيكِ.. أطماع الرجال وغزو الاحتلال .. ومأوى السجناء
أرى في عينيكِ .. جنة المتقين .. ونعيم المؤمنين .. وعطر دم الشهداء
أرى في عينيكِ .. أنين الأطفال … القتلى والجرحى .. وظلم الأبرياء
أرى في عينيكِ .. خجل وحياء ..
نساء العرب .. الطاهرات ..
العفيفات السمراء منها والشقراء
..سيدتي .. عينيكِ …يملأها الدمع والحزن والألم والشجن
..عينيكِ … وطن
من كتاب خواطر آدم
د/ هاني الجبالي