الرئيسية » الصحة النفسية » في رثاء الحب .. ريم القمري

في رثاء الحب .. ريم القمري

في رثاء الحب

لي الشوارع والارصفة

لي اسفلت الطريق

وصفوة الأحلام

هسسهة الفجر

صبار البلاد

لي كل أشيائي الصغيرة

وقد تحررت من عقال الانتظار

… صوتي

جسدي…

رنة خلخالي…

شحوب القمر في وجهي

كلها لي أنا وحدي..

لا شريك لي

إلا قلبي

لا شيء معي…

ومعي كل شيء

لا يزال قلبي طازجا

كتفاحة محرمة

صوتي صرخة الانوثة

في شهوتها الأبدية

كل اوشام جسدي

لم تسقط مني

شاماتي الأكثر سرية

هنا أيضا

ولا شيء غير الطريق يناديني..

.على حافة الصباح

اضحك كثيرا

لكل الوجوه العابرة

حتى لا تبللني غيمة البكاء

التي تضلل روحي

صاعدة نحو حلمي،

لا احني رقبة قلبي

كالماء أينما امر،

ازرع حياة

صاعدة أتأبط جرحي،

كلما رشوا فوقه ملحا،

نضج وجعي أكثر

لجسدي ذاكرة لا تنسى

آتي متأخرة مثل الرياح الموسمية

احمل داخلي بذور فنائي

أغنى للحصادين…

للرعاة…

للفلاحين …

أغاني يخبؤونها في جرار الوقت

لليالي الشتاء الباردة

آتي كفكرة عن الحب

قسمت ظهر العشاق

وما تابوا عن الخطيئة الاولى

صوتي الريح..

بيتي العاصفة ..

كل من أحببتهم اورثوني أوزارا

احملها صليبا على عاتق أيامي

كل من أحبوني انتصروا لقلوبهم

ثم رحلوا عني

آتي دائما متأخرة

كحياة على مشارف الموت

كسرت جرار الانتظار

سبرت اغوار جسدي

حفظت مواطن ضعفه وقوته

علقت تمائمي في مجرى الدم

وشمت اسماء كل من خذلوني

فوق معصم القلب

وقلت: اليوم

لا عاصم لي مني….

إلا أنا

وغدا حين تذكرني انت،

بعد أن يمر من العمر فصول،

ستدرك مليا أن أخطائنا في الحب،

محض اختيار منا،

وأن ارتعاش قلبي،

كان أصدق من سطوة خوفك،

وعنادي كان خيط رحمة رفيع جدا

رتقت به ثقوبا تركتها تنمو خلفك.

بيديك صنعت من الأشياء

أضدادها…

صنعت للحب فخاخا

سقطنا فيها …

سأقتفي أثر الفراشة

أحترق لأجل انعتاق قلبي

لأعود تثخن الجراح روحي

ماذا لو كسرت سطوة الاشياء عليك؟

وكنت بحارا يقذف كل أوهامه في البحر

أغتال رغبتي آلاف المرات في اليوم

أدور حولك…

حولي …

أسقط في شباك الشوق

فهبني ما يجعل خوفي أقل

لأعبر حواجز الوقت في دمي

كنت اريدك الان حتى لا تجف منابع أنوثتي

وحتى يكون الحب حقيقة لا مجازا.

و لم نكن نحتاج غير صورة واحدة فقط

ليصبح لليل طعم الذكريات

تلك التي نجتهد كثيرا لنحرقها

او نتركها للنهر يجرفها بعيدا عن القلب

صورة يتيمة ستعانق طويلا

أدراج العتمة… و تنام

تلك الصورة هي نحن

هل اخبرتك كم شمعة أطفأت في روحي؟

كنت مشغولا بترميم ما سقط سهو منك،

تخوض معارك انتهت قبل البداية بقليل …

ستنساني في زحام أيامك …

ضجيج أمنياتك …

وحين تتذكرني …

ستكون عصافير روحي هاجرت بعيدا.

هل تعلم؟

ان ما بعد الغياب،

هو الوقت الضائع منا،

بين قبلتين،

وان جسر عناق،

ممتدا بيننا،

مزقه الصمت دون لغة.

فكيف سنتعانق من جديد وقد بُترت أجنحة القلب؟

كل تلك الأماكن التي عدنا لها،

دون ان تترك أثرا فينا،

أن كل شيء قد مات، تعني

وجئنا الان لنكمل

طقوس الجنازة الاخيرة.

وفقط عندما يتدفق النهر في دمك

ستدرك ان ذلك الطريق الذي مشيته

لم يكن يوما لك

ستفهم غربة السمك حين يهاجر

تاركا جزء من روحه معلقا على ضفة الحنين

عندما يفيض النهر غاضبا

يجتاح أحلامك

يمحيها بضربة واحدة

ستتعلم ان لا ذاكرة للماء

وان الحب قرار

وليس قدرا.

وانه يوجد دائما

على حافة الانتظار

ثغرة صغيرة جدا

يتسرب منها الوقت ساخرا منا

قد نضحك كثيرا

نتسلى بكسر قيود الصبر

لكننا في كل ثانية نخسر شيئا ثمينا من القلب

كحبات رمل تحملها الرياح بعيدا

ولا يعود لها آثر

ندوب في الروح

تنمو وتنمو…

في الحب الخسارات ،

أبقي من الانتصارات

لكننا نتشبث دائما ،

بإصرار البدايات…

الان اريد العبور ،

نحوي دونك .

لأنسي أني حين أحببتك،

سكنت المكان الأضعف،

فيك قلبك

فخذلتني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *