الرئيسية » الصحة النفسية » غدا حين أمضي بعيدا – لينا حمدان

غدا حين أمضي بعيدا – لينا حمدان

غداً حين أمضي بعيداً .. بعيدا

.. و لمّا عيونُ المساءاتِ تغفو

و هدبُ النجومِ الحزينةِ يطبقُ فيما أجوبُ المداراتِ بحثاً عن الصمتِ من بعدِ هذا الضجيج ..

غداً .. آن تجتاحني صحوةُ الموتِ و الروحُ تهفو لأسألَ قلبَ الإلهِ عن الذنبِ فيما مررتُ به من ضياعْ

و هذا الذي طاف بي من لهاثٍ

و أغرقَ في العمرِ حلمَ الشراعْ

غداً ساعةَ الأمسياتُ الحنونةُ تغدو سراباً ..

و يرتاحُ مني جنونُ الدفاترِ ..

.. و الحبرُ يغريهِ ماءُ المطرْ

و خطوي يُبللُ موجَ السفرْ

و أطوي سطورَ الحكايةِ من بعدِ حزنٍ تمادى .. تمادى

و أدمنَ .. كم كان أدمنَ لونَ الليالي ..

و طرّزَ بالوهجِ جفنَ السحر

هنالكَ لما أصيرُ انتحارا

و أجتاحُ كالعصفِ تلكَ الصحارى

و آتي إلى موعدْ في السماءْ

سأتلو كتابَ الذنوبِ التي لم أكنْها

و أحتارُ .. لا بدَّ أحتارُ ما بينَ نارٍ و نار

و أمضي .. أخبّر كلّ النجومِ التي رافقتني بكلِّ انتظار

بأني .. نجوتُ من العمرِ ..

أغلقتُ بابَ الرجوعِ و صرتُ ..

… مدى خطوةٍ من نهار

و أني إذا اللهُ عَجّلَ حكماً سيقضيه

لا بدَّ أضحكُ .. أضحكُ أضحكُ

حتى أصيرَ سحاباً ..

و أمضي ..

و في مقلتيّ اختلاجٌ ..

و في القلبِ يصحو ضياءٌ

يُبَدّدُ فيَّ الظنونَ

و يقهرُ بي كلَّ هذا الدوار .

لينا حمدان – سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *