الرئيسية » الصحة النفسية » طلاء أظافري .. فاطمة الشافعي

طلاء أظافري .. فاطمة الشافعي

طلاء أظافري يشعل عقلي.. ويهدهد قلمي، لهذا أحبّه..

قد يكون طلاء الأظافر مجرد لون يجمّل الأظافر، في عين صديقاتي، بينما أنا أحبّ الأجواء التي تسبق ذلك، أجلس في غرفتي وأفترشها بالكتب، وأختر الرواية التي سترافقني طيلة يومي.

أبهرج الغرفة كأنك انتقلت إلى حال جديدة، أو هيئة غريبة، لم تعتدها، تشبه شيئًا مماثل لشجرة، تحمل ثمار لم نأكلها من قبل. وأضع طلاء الأظافر على الكرسي المجاور لمكتبي، لأفكر فيما يدور بقلبي وعقلي اليوم، ثم أبدأ بلون يشعل عقلي، أبتعد تمامًا عن التناسق، أود فقط حينها أن أشتعل وتطاير أفكاري في حجرتي الخاصة، أطلي كلّ أظافري، وأنا مأخوذة إلى عالم كلّه ألوان.

وقتها فقط أعلم أنني أثور وأضحك وأصرخ وأجري أحياناً في غرفة صغيرة، على أسطر عاجزة تمامًا عن فعل أي شيء، لأتساءل دائمًا،هل طلاء أظافري يضاهي بساطته، أم أنه يجعلني امرأة حنونة، تخدش الورق أحياناً. لا الأمر أبسط من ذلك، لا داعي لتعقيداتي البسيطة، حسناً، تعقيدات بسيطة، تحتاج إلى اجتيازها، لكنني أردت سعادتي، ووجدتها في إلقاء كلّ تفاصيلي في قلب دفتر، دفتر لايكترث إلّا بي، دفتر يهدهدني ويجمّلني كطلاء أظافري. نحن الذين نختار الألوان التي نضفيها على حياتنا دائمًا، حتى رغبتي في أن أكون صارمة، نابعة منّي، وتنفجر لتطلّ على هذه المحيطات، الكثيرة جدًا.

أكتب مرة عن القلب، بأظافر متحررة بلا طلاء، وأتشاجر مع حبيبي، بأظافر مطليّة باللون الوردي، لأترك له رسالة ما، مفادها أنني فتاة طيبة كوحدتي، وجميلة كألواني، لكنني أمتلك عقلًا، كمنطقة مكتظة بالأسلحة، يتسلح يوميًا، بكتاب جديد.

كلّ هذه الضوضاء، تؤول إلى أظافر مطلّية، وأحمر شفاه، أعشقه لكونه من الأشياء الرقيقة، يُسكت الفم، حين يرغب. أحمر الشفاه يقارب حالة السلم، على الأقل بالنسبة لي. وينتهي بي الأمر، لأجالس منضدة بدفتر وأظافر مطليّة وأحمر شفاه، وقلب ساكن، يشتت الكلمات، يفرّقها، لأحيا حياة سوية، قد تسهل عليّ، وتتعثر على فتاة لاتجيد التعبير عن دواخلها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *