الرئيسية » الصحة النفسية » شيزوفرينيا

شيزوفرينيا

الفصام المعروف بإسم الشيزوفرينيا (او ما يسمى بالانفصام باللفظ العامي وهو لفظ خاطئ) هو عبارةً عن إضطراب عقلي شديد ومزمن؛ على الرغم من أن الفصام “الشيزوفرينيا” ليس شائعًا مثل الاضطرابات النفسية الأخرى، إلا أن الأعراض قد تكون معقدة للغاية. فهو ذو تأثير على أفعال و شعور و تصرفات الشخص الذي يعاني منه لدرجة قد تجعل هذا الشخص يفقد الإراك بالواقع. تبدأ الأعراض على الشخص المصاب عادة بين عمر السادسة عشر والثلاثين بل وهناك حالات نادرة لأطفال يعانون من الفصام أيضًا.

تنقسم تلك الأعراض إلى أعراض إيجابية، سلبية، وإدراكية.

أولاً: الأعراض الإيجابية:

الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الأعراض قد يفقدون إدراك بعض جوانب الواقع. “ذوي الأعراض الإيجابية” غالبًا ما يبدون للعامة كالأصحاء (أي لا تكون الأعراض الإيجابية ملحوظة للأصحاء)؛ ومن الأعراض:

  • الهلاوس
  • التوهم
  • إضطرابات فكرية (أي إختلال في التفكير)
  • إضطرابات حركية (إرتباكات أو حركات جسدية هائجة او تخشبية)

ثانيًا: الأعراض السلبية:

هي أعراض معنية بخلل في العواطف والسلوكيات الطبيعية؛ وذلك النوع من الأعراض يتضمن التالي:

  • البرود العاطفي (أي قله تعبيرات الوجه وطبقة صوت جافة عاطفيًا)
  • شعور أقل بالسعادة في الحياة اليومية
  • كسل أو صعوبة في بدء ومتابعة أي نشاط
  • قلة الكلام

ثالثًا: الأعراض الإدراكية:

قد يعاني المرضى من هذا النوع من الأعراض بدرجات متفاوتة؛ فمنهم من قد يعاني من أعراض خفية (أي أن المريض لا يلاحظ الأعراض), ومنهم من يعاني من أعراض واضحة (أي أن المريض قد يلاحظ بنفسه تغيرات في ذاكرته أو بعض الجوانب من طرق التفكير الخاصة به), وذلك النوع من الأعراض يتضمن التالي:

  • ضعف الأداء التنفيذي للشخص الذي يعاني من الفصام (أي ضعف القدرة على فهم المعلومات واستخدامها لاتخاذ القرارات)
  • ضعف التركيز أو الإنتباه
  • خلل بالذاكرة المؤقتة يسبب عدم القدرة على إستخدام المعطيات فور إكتسابها

هناك العديد من العوامل التي تساهم في الإصابة أو تطور إنفصام الشخصية:

أولًا: الجينات الوراثية والبيئة المحيطة:

حيث توصل العلماء منذ فترة طويلة إلى أن الفصام يصيب أحيانًا العائلات؛ أي قد ينحدر مع اجيالها, ولكن بعض الأشخاص يصابون الفصام ولا يعاني أحد من أفراد عائلتهم من هذا الاضطراب. وهناك اشخاص لديهم واحد أو أكثر من أفراد العائلة يعانون من إضطراب الفصام ولكن لا يتطور هذا الأضطراب لديهم.

إنه من غير الممكن إستخدام المعلومات الجينية للتنبؤ بالإصابة بالفصام؛ حيث يعتقد العلماء أن هناك عدة جينات قد تزيد من خطر الإصابة بالفصام؛ أي لا يوجد جين معين يسبب هذا الإضطراب بحد ذاته. كما يعتقد العلماء أن التفاعلات بين الجينات وجوانب بيئة الفرد ضرورية لتطور الفصام, وتلك العوامل البيئية قد تشمل:

  • التعرض للفيروسات
  • سوء التغذية قبل الولادة
  • مشاكل أثناء الولادة
  • عوامل نفسية إجتماعية

ثانيًا: إختلاف التركيب الكيميائي وبنية الدماغ:

يعتقد العلماء أن إختلال التوازن في التفاعلات الكيميائية المعقدة والمتداخلة للدماغ التي تشمل الناقلات العصبية (المواد التي تستخدمها خلايا الدماغ للتواصل مع بعضها البعض) مثل الدوبامين والغلوتامات، وربما غيرها، تلعب دورًا في الفصام.

بعض الخبراء يعتقدون أيضا أن مشاكل أثناء نمو المخ قبل الولادة قد تؤدي إلى تكون روابط عصبيه خاطئه. كما يخضع الدماغ لتغييرات كبيرة خلال فترة البلوغ، وقد تؤدي هذه التغيرات إلى ظهور أعراض عقلية لدى الأشخاص المهيئين للإصابة بهذا الإضطراب بسبب إختلافات وراثية أو دماغية.

بعد الشرح المفصل لهذا الإضراب بأنواعه وأعراضه, نود أن ننتقل معكم إلى التعرف على طرق علاجه ؛ ولأن أسباب الفصام ما زالت غير معروفة، فإن العلاج يركز على القضاء على أعراض المرض.
تعددت طرق علاج هذا الإضطراب ومنها:

  1. تناول مضادات الذهان: تناول أدوية مضادة للذهان يوميًا في شكل أقراص أو دواء شرب, وبعض مضادات الذهان تكون في شكل حقن تُعطى مرة واحدة أو مرتين في الشهر. وقد يعاني بعض الناس من آثار جانبية عند بدء تناول الأدوية، ولكن معظم الآثار الجانبية تختفي بعد بضعة أيام. يمكن للأطباء والمرضى العمل معًا للعثور على أفضل تركيبة دوائية أو علاجية، والجرعة المناسبة.
  2. العلاج النفسي الإجتماعي: هذه الطريقة من طرق المعالجة تكون مفيدة في مرحلة ما بعد توصل المرضى وطبيبهم إلى العلاج الناجح. يساعد تعلم وإستخدام مهارات التغلب في مواجهة التحديات اليومية لمرضى الفصام على متابعة أهداف حياتهم، مثل الذهاب إلى المدرسة أو العمل. الأفراد الذين يشاركون في العلاج النفسي الإجتماعي العادي هم أقل عرضة للإنتكاسه أو الحاجة للإحتجاز بالمشفى.
  3. الرعاية المتخصصة المنسقة: هذه الطريقة من طرق المعالجة تقوم بدمج هذا بين طريقتي تناول الأدوية والخضوع للمعالجة النفسية الاجتماعية والعناية بالحالات ومشاركة الأسرة ودعم خدمات التعليم والتوظيف والتي تهدف جميعها إلى الحد من الأعراض وتحسين حياتهم.

أن الفصام هو مرض بيولوجي , فيجب أن يحظى صاحبه بالإهتمام والدعم ؛ فإن الشخص المصاب بذلك النوع من الإضطرابات العقلية سيكون أقوى إذا ما تلقى الدعم والمساعدة.

إليكم ما يحتاجه المصابين بإضطراب الإنفصام:

  • المساعدة والتشجيع الدائم على تلقي العلاج ومتابعته.
  • تقبُل مَنْ حولهم فكرة أن معتقداتهم أو هلوساتهم تبدو حقيقية جدًا بالنسبة لهم.
  • إلتزام الآخرين بمنحهم حق رؤية الأشياء بطريقتهم الخاصة كأي شخص طبيعي.
  • الحصول على معاملة إجتماعية تتضمن إحترامًا ودعمًا وحبًا ولكن دون تهاون من حولهم بالسلوك الخطر أو غير المناسب.
  • حضور مجموعات دعم.

·  للاستفسار و الاستشارات .. تواصل معنا من خلال الموقع .. و لا نريد منك أي بيانات خاصة حتى لو كان الاسم مستعار.. فقط اعرض مشكلتك و علينا الاستجابة خلال وقت قصير .. الثقة و الأمانة مبدأنا في العلاج ..

د/ هاني الجبالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *