الرئيسية » الصحة النفسية » رباعية الأحزان . د/هاني الجبالي

رباعية الأحزان . د/هاني الجبالي

رباعية الأحزان
في رحاب المساء الحزين ..
أجلس أنا والصمت الذي ..
يشبه الليل الطويل .. يعانقني ..
يأسرني .. يحادثني ..
يأخذني إلى مدن الخيال ..
فـ أترك مدينة الأشباح الممتلئة
بألف ألف قناع .. تاركاً ..
أقنعتي في كهوف الواقع المحال ..
أمسك بقلمي بعد أن ..
استفقت من غيبوبتي الساخرة ..
الساحرة .. الساهرة ..
في غيوم الظلام .. أنفاسي حائرة ..
كلماتي ثائرة ..
أأكتب الأشياء .. أم الأشياء تكتبني ..
وكأني أحمل هموم .. كـ غيرة النساء
وأطماع الرجال … أجلس بين أربعة جدران ..
الأولى يأس والأخرى ملل ..ثالثهما عذاب ..
وأخرها من الحيرة ما قتل …
وطني تمزقت خيوطه .. كـ خيمة ..
اقتلعت أوتادها .. وصارت هباء مع الريح
فلا وقت للحب ..
في زمن ضاعت فيه القلوب ..
وتبعثرت الأحاسيس ..
كـ عاهرة .. ترتمي بين حين وآخر ..
في ملذات الجسد ..
كيف نحب .. في وطن ..
ضاعت ملامحه وأرض قاحلة ..
لا تنجب سوى .. الحزن والدم ..
سيدتي .. أتريدين .. أن نعيش سويا ..
في أحلام وردية ..
ونرقص فرحا على جثث الموتى ..
ونترنح سكارى فوق أشلاء الأطفال …
عذرا .. لا وقت عندي للحب
لأن هناك فوضى ……………
عندما جلست .. وأمسكت بقلمي ..
انتظرت قليلا
حتى أستطيع ألملم
أشلاء أفكاري .. المتناثرة
في شرايين عقلي ..
وفي ساعة متأخرة من الليل
كـ عادتي منذ أن
حبوت للكتابة .. وكأني عاشق
لا يبوح بعشقه ..
إلا في جنح الظلام
تساءلت مع نفسي ..
أأكتب ..
في وطن أجهصته فتنة الطائفاتِ
أم أكتب ..
عن الدماء التي صارت
هوية لكل الحماقاتِ
أم أكتب ..
عن أطفال العرب المتشردين
و الجياع  والقتلى ..
وآمالهم الجريحاتِ
أم أكتب .. عن النساء الأرامل ..
والأمهات الثكلى
العفيفاتِ
أم أكتب .. في عشق امرأة ..
تسكن في وجداني وذاتي
عن ماذا أكتب ..
وكيف أكتب ..
والقلم يئن من
حرقة الآهاتِ
والحروف تصرخ
كـ أنثى .. أفقدوها
عذريتها باللذاتِ
والكلمات تاهت ..
في زحام السير ..
في شوارع الكتب..
متسولة على
أرصفة الجهل والحكاياتِ
هناك .. فوضى .. تجتاحني ..
تكسر قلمي ..
وتمزق أوراقي ..
كالقصاصاتِ
هناك .. فوضى ..
تعبث بمخيلتي ..
وبمدينتي الفاضلة ..
وبأحلامي .. البريئاتِ
نعم هناك …………… فوضى
فهذا أنا…
لقد سئمت الكذب ..
وسئمت الأقنعة..
ابتسامة كاذبة ..
تترنح على شفتي…
ودمعة بائسة .. تسقط ..
كـ ملل الانتظار … من عيني ..
وحزن قادم .. من أعماق أيامي…
وألم يسكن ..
بين جنبات أضلعي…
وعشق تائه .. في سراب الأوهام ..
ووطن .. في سماء فؤادي …
يطير بلا أجنحة..كـ طائر مذبوح ..
يلفظ أنفاسه الأخيرة..
وقلم ثائر .. يراودني ..
كامرأة غانية…تأتيني في أحلامي…
وبعد لحظات ..من التمرد الأحمق ..
أسجد خاشعاً .. لرب السمواتِ…هذا أنا … دوماً … عندما أكتب

من كتاب خواطر آدم

د/ هاني الجبالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *