الحنين …
هو أن تشتاق لإنسان عزيزا عليك .. تشتاق أن تراه أو تسمع صوته .. أو حتى تعلم أخباره من الغير … و قد يكون الحنين مؤلم عندما تشتاق لأناس لم تشغل بالهم يوم أو يتذكروك أثناء حديثهم و كأنك لا شئ … قد تشتاق للأشياء .. تشتاق لرائحة الأماكن و ذكريات استوطنت بداخلك … قد تشتاق للطفولة و لعبك الهمجي و فوضى تحدثها في المكان … تشتاق للسير حافي القدمين تحت زخات المطر برغم الوحل الذي يتخلل أصابعك .. تشتاق لحكايات الجنية و خرافيات الأساطير عندما تسمعها و أنت محتضن وسادتك البائسة … تشتاق لصديق قديم كان توأم روحك و ظلك الحائر في الطريق .. تشتاق إلى أن تمسك الطباشير و الأقلام المكسورة لترسم لوحة جميلة من الشخابيط على الجدران … تشتاق إلى أول حب و أول نظرة و أول ابتسامة و أول لقاء .. تشتاق لحضن أمك التي مهما كبرت تشتاق إليه لترمي بين أحضانها كل همومك و تبكي و كأنك ما زلت طفل بين يديها .. تشتاق لأصابع أبوك عندما كان يداعب شعرك أثناء نومك … تشتاق و تشتاق … و قد يؤلمك الاشتياق أكثر إذا رحل الجميع عنك .. ياااااه ما لهذا الحنين الذي يجتاح مشاعرنا كلما تذكرنا الأشياء … و كلما تذكرنا مكان أو حتى عند سماعنا لموسيقى أو أغنية أو حتى أقصوصة مضحكة و أخرى حزينة و أخرى مرعبة … جميعنا نشتاق و يقتلنا الحنين إلى كل شئ و أي شئ يعيد لنا طفولتنا أو شبابنا أو أجمل لحظات عمرنا … الحنين هو الحنين .. كـ الثلج في الماء يذوب في دماءنا و يشق نفق من اللحظات الثائرة بداخل قلوبنا و معها آهات تعلو صدورنا … فأحيانا نبتسم و أحيانا نبكي .. و أحينا نغيب عن الوعي … عندما يأخذنا الحنين إلى الماضي بكل ما فيه من ذكريات …………
د/ هاني الجبالي