الرئيسية » الصحة النفسية » اسمع أيها الحديدي – رشا السيد أحمد

اسمع أيها الحديدي – رشا السيد أحمد

أسمع أيها الحديدي

لم تسعدني كثرة أسفاري ..

في جنبات الكون بقدر ما أسعدني أنك رفيقي حيثما أكون ..

وأن أخفتك عني صراعات العمالقة

فما زال الطفل داخلك يأسرني بعذوبة ابتسامته التي تكتسح كل ما بي كلما عصف بنا اللقاء وضممتُكَ بشوق سرمدي

وما زالت عيناك تغتالني دون رحمة كلما طالعتها دونما سابق إنذار

وما زال الربيع المتكلم في محاجرك يحدثني عن أسرار التكوين ويصطادني بعذوبة طرفك الكاسح

كلما ارتطمت عيناك بعيني فجأة ..

فأحيد بمقلي عن سهامك حتى أٌبقي على بعض الرمق بي بينما القصيدة تتلمس الأنفاس الصاعدة

كنت أعلم أنك معي حيثما أكون

فما زلت موقنة بأنك مهد سعادتي مهما أبعدك عني الكون

لا تحدثني هذا الصباح عن الحروب التي أنهكت صحوة الفجر وأنهكتنا

لا تحدثني عن الجدران التي تطايرت على قارعة الاشتباكات الحديثة

ولا تحدثني عن العصافير التي فرت من أصوات الرصاص

بل حدثني كيف نهض الحب عملاقا من قلب الركام

(فما زلت أؤمن بالمعجزات وما زلت أؤمن أنك أروع المعجزات التي أحضرها لي القدر وسط دخان المعارك

وما زلت أؤمن أن وطني درة الأوطان )

رشا السيد أحمد – سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *