الرئيسية » الصحة النفسية » اجروفوبيا

اجروفوبيا

اجروفوبيا هو أحد أنواع اضْطِرابات القلق الرُّهابي حيث أن كل من يعاني من رهاب الميادين يخاف التواجد في الأماكن العامة بين حشد من الناس، ويعدُّ هذا النوع من الرُّهاب الأصعب والأكثر تقييدًا من بين جميع أنواع الرُّهاب.

إن الإنسان، غالبًا ما يصاب بهذا المرض في سنوات 20 من عمره وعادةً بعد حادث رضحي، وهو أكثر تواترًا لدى النساء حيث تمثل النساء ثلثي أولئك الذين يعانون منه، وينتشر لدى ما يقارب 6% من السكان لكن من المثير للاهتمام أنه من النادر إصابة الأطفال بهذا المرض.

قد يحدث تَمَوُّج بشدة الاضطراب على مدى الحياة، فترات خالية نسبيًّا من الخوف بالمقارنة مع فترات أكثر صعوبة، حيث قد تؤدي إلى ظهور أعراض الاكتئاب، واستهلاك الكحول، أو المشاحنات مع أفراد الأسرة.

وفي الواقع، فالمشاكل الزوجية أحيانًا تكون هي سبب التوجه لطلب العلاج حيث يحاول المصابون برهاب الميادين إخفاء ذلك أو إعطاء التبرير بواسطة سرد أسباب واقعية مثل: الخوف من أي هجوم، لكن في أنفسهم يعتقد الكثيرون منهم أنهم يفقدون صوابهم.

أعراض اجروفوبيا

يمكن أن يشمل رهاب الخلاء مجموعة من المخاوف والمشاعر الأخرى والأعراض الجسدية التي يمكن أن تختلف كل هذه من خفيفة إلى شديدة، حيث يمكن لبعض الأشخاص التعامل مع أعراض الخوف من الأماكن المكشوفة من خلال اتباع روتين معين، وتشمل أعراض الإصابة بالاجروفوبيا ما يأتي:

1. الأعراض التي تظهر في العادات اليومية

حيث عادةً يخشى الشخص المصاب برهاب الخلاء من:

  • استخدام وسائل النقل العام.
  • التواجد في المساحات المفتوحة.
  • التواجد في أماكن مغلقة.
  • الوقوف في الطابور.
  • التواجد في حشد من الناس.
  • التواجد خارج المنزل وحده.

2. الأعراض الجسدية

عندما يحدث رهاب الخلاء مع نوبات الهلع، يمكن أن تشمل الأعراض الجسدية:

  • تسارع ضربات القلب.
  • ضيق في التنفس أو فرط التنفس.
  • تعرق.
  • الشعور بالمرض.
  • ألم في الصدر أو عدم الراحة.
  • دوخة.
  • ضعف.
  • قيء وأعراض الجهاز الهضمي الأخرى.
  • احمرار وقشعريرة.
  • الاختناق.
  • الرجفة.
  • الشعور بالارتباك.

أيضًا وجدت دراسة أجريت عام 2015 أن مستويات الالتهاب منخفض الدرجة تزداد بمرور الوقت لدى الأشخاص المصابين برهاب الخلاء، حيث يشير هذا إلى أن الأشخاص المصابين بهذه الحالة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب التاجية.

3. أعراض التغييرات في السلوك

يتجنب الشخص المصاب برهاب الخلاء بعض المواقف المحفزة، ويمكنه أيضًا:

  • تغيير سلوكه في المنزل، أو المدرسة، أو العمل.
  • التوقف عن رؤية الأصدقاء.
  • القيام بكل التسوق عبر الإنترنت.
  • البدء في إساءة استخدام الكحول والمخدرات.
  • الشخص يصبح أيضًا معتمدًا على الآخرين أو يتجنب مغادرة المنزل لفترة طويلة.

أسباب وعوامل خطر اجروفوبيا

في الآتي توضيح لأسباب وعوامل خطر الإصابة بالاجروفوبيا:

1. أسباب الإصابة بالاجروفوبيا

ليس من الواضح ما الذي يسبب رهاب الخلاء، ومع ذلك غالبًا يرتبط باضطراب الهلع الموجود حيث يسبب اضطراب الهلع نوبات خوف قصيرة ومكثفة دون سبب معين، فحوالي ثلث الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع يصابون برهاب الخلاء، لكن رهاب الخلاء يمكن أن يحدث بمفرده.

2. عوامل خطر الإصابة بالاجروفوبيا

يمكن أن يبدأ رهاب الخلاء في مرحلة الطفولة، ولكنه يبدأ عادةً في أواخر سن المراهقة أو سنوات البلوغ المبكرة حيث عادةً قبل سن 35، ولكن يمكن للبالغين الأكبر سنًا الإصابة به أيضًا حيث يتم تشخيص النساء المصابات برهاب الخلاء أكثر من الرجال.

وتتضمن عوامل خطر الإصابة برهاب الخلاء ما يأتي:

  • الإصابة باضطراب الهلع أو أنواع الرهاب الأخرى.
  • الاستجابة لنوبات الهلع بالخوف المفرط.
  • المعاناة من أحداث حياتية مرهقة، مثل: الإساءة، أو وفاة أحد الوالدين، أو التعرض للاعتداء.
  • مزاج قلق أو عصبي.
  • وجود قريب بالدم مصاب برهاب الخلاء.

مضاعفات اجروفوبيا

يمكن أن يؤدي رهاب الخلاء إذا لم يتم علاجه إلى تقليل جودة حياة الشخص بشكل كبير، حيث على سبيل المثال قد تشمل:

  • الأنشطة خارج المنزل، مثل: العمل، والمدرسة، والتواصل الاجتماعي، والهوايات، والعديد من أشكال التمارين الرياضية بعيدة المنال.
  • الشخص قد يدرك أن خوفه غير منطقي، لكنه يشعر بالعجز عن فعل أي شيء حيال ذلك.
  • الشعور بالغضب والإحباط من أنفسهم.
  • المشاعر السلبية تدمر احترام الذات وتساهم في الاكتئاب والقلق والمخاوف الأخرى.
  • لجوء الشخص للتعامل مع الأساليب غير الصحية، مثل: المخدرات، أو الكحول، والتي بدورها يمكن أن تسبب أو تساهم في المزيد من المشاكل الصحية.

تشخيص اجروفوبيا

إذا كنت تعتقد أنك مصاب برهاب الخلاء وأن القلق يتدخل في حياتك اليومية، فيجب عليك التحدث إلى مقدم رعاية أولية أو طبيب نفسي فإذا كنت تخشى زيارة مكتب طبي شخصيًا، فقد تتمكن من تحديد موعد عبر الهاتف أو الفيديو.

سيقوم الطبيب بتقييم الأعراض الخاصة بالمريض والتحقق من وجود أي حالات طبية أساسية قد تكون سببًا للأعراض، حيث قد يتم سؤالك عن تاريخك الطبي وسيتم سؤالك عن طبيعة ومدة وشدة أعراض القلق لديك، كما قد يسألك الطبيب بعض الأسئلة مثل:

  • هل تتوتر بشأن مغادرة منزلك؟
  • هل هناك أماكن أو مواقف تتجنبها لأنك خائف؟ ولماذا أنت خائف؟
  • هل تعتمد على الآخرين للقيام بالتسوق والمهمات؟

يمكن لمقدم الرعاية الصحية تشخيص رهاب الخلاء بناءً على أعراضك، وعدد مرات حدوثها ومدى شدتها، فمن المهم أن تكون منفتحًا وصادقًا مع مقدمي الرعاية الصحية، ولتشخيص رهاب الخلاء يجب:

  • شعور الشخص بالخوف الشديد أو الذعر في اثنين على الأقل من المواقف الآتية:
    • استخدام المواصلات العامة.
    • التواجد في مكان مفتوح.
    • التواجد في مكان مغلق، مثل: السينما، أو غرفة الاجتماعات، أو المتجر الصغير.
    • الوقوف في طابور أو التواجد في حشد من الناس.
    • التواجد خارج منزلك وحدك.
  • جعل حالة الخوف من الأماكن المكشوفة تثير استجابة القلق دائمًا عندما يتم وضعك في مثل هذه المواقف.
  • وجود خوف لا يتناسب مع التهديد.
  • وجود أعرض سلوكيات التجنب أو الضيق الذي يعطل روتينك المعتاد وعملك ومدرستك وعلاقاتك.

علاج اجروفوبيا

تشمل طرق العلاج ما يأتي:

1. العلاج النفسي

يتضمن العلاج النفسي العمل مع معالج لتحديد الأهداف وتعلم المهارات العملية لتقليل أعراض القلق لديك، حيث يُعد العلاج السلوكي المعرفي أحد أكثر أشكال العلاج النفسي فاعلية لاضطرابات القلق بما في ذلك رهاب الخلاء.

يركز العلاج السلوكي المعرفي عمومًا وهو علاج قصير المدى على تعليمك مهارات محددة لتحمل القلق بشكل أفضل، وتحدي مخاوفك بشكل مباشر والعودة تدريجيًا إلى الأنشطة التي تجنبتها بسبب القلق.

حيث يمكنك أن تتعلم ما يأتي:

  • العوامل التي قد تؤدي إلى نوبة هلع أو أعراض تشبه الذعر وما الذي يجعلها أسوأ.
  • كيفية التعامل مع أعراض القلق والتعامل معها.
  • طرق لتحدي مخاوفك بشكل مباشر، مثل: احتمالية حدوث أشياء سيئة في المواقف الاجتماعية.
  • كيفية تقليل قلقك تدريجيًا إذا بقيت في المواقف وكيف يمكنك التحكم بهذه الأعراض عند حدوثها.
  • كيفية تغيير السلوكيات غير المرغوب فيها أو غير الصحية من خلال إزالة التحسس، وتسمى أيضًا علاج التعرض لمواجهة الأماكن والمواقف التي تسبب الخوف والقلق بأمان.

2. العلاج الدوائي 

غالبًا تُستخدم أنواع معينة من مضادات الاكتئاب لعلاج رهاب الخلاء وفي بعض الأحيان يتم استخدام الأدوية المضادة للقلق على أساس محدود، حيث أن مضادات الاكتئاب أكثر فعالية من الأدوية المضادة للقلق في علاج رهاب الخلاء، وتشمل أبرز الأدوية ما يأتي:

  • مضادات الاكتئاب

تُستخدم بعض مضادات الاكتئاب التي تسمى مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، مثل: فلوكستين (fluoxetine) وسيرترالين (sertraline)، لعلاج اضطراب الهلع المصاحب لرهاب الخلاء، كما أن هناك أنواع أخرى من مضادات الاكتئاب قد تعالج أيضًا رهاب الخلاء بشكل فعال.

يمكن أن يتسبب كل من بدء العلاج بمضادات الاكتئاب وإنهائه في حدوث آثار جانبية تتسبب بوجود أحاسيس جسدية غير مريحة أو حتى أعراض نوبات الهلع؛ لهذا السبب من المرجح أن يزيد طبيبك جرعتك تدريجيًا أثناء العلاج ويقلل جرعتك ببطء عندما يشعر أو تشعر أنك مستعد للتوقف عن تناول الدواء.

  • الأدوية المضادة للقلق

الأدوية المضادة للقلق التي تسمى البنزوديازيبينات (Benzodiazepines) هي مهدئات قد يصفها طبيبك في ظروف محدودة للتخفيف المؤقت لأعراض القلق، حيث تستخدم البنزوديازيبينات بشكل عام فقط لتخفيف القلق الحاد على المدى القصير؛ نظرًا لأن هذه العقاقير يمكن أن تسبب الإدمان فهي ليست خيارًا جيدًا إذا كنت تعاني من مشاكل طويلة الأمد مع القلق أو مشاكل مع تعاطي الكحول أو المخدرات.
قد يستغرق الدواء أسابيع لتخفيف الأعراض وقد تضطر إلى تجربة العديد من الأدوية المختلفة قبل أن تجد الدواء الذي يناسبك.

الوقاية من اجروفوبيا

لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من رهاب الخلاء. 

·  للاستفسار و الاستشارات .. تواصل معنا من خلال الموقع .. و لا نريد منك أي بيانات خاصة حتى لو كان الاسم مستعار.. فقط اعرض مشكلتك و علينا الاستجابة خلال وقت قصير .. الثقة و الأمانة مبدأنا في العلاج ..

د/ هاني الجبالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *