أحاسيسنا ما بين الأبيض والأسود ..
إن الحياه بكل مافيها ماهي إلا الوان تندرج مابين الأبيض والأسود
فرح وحزن .. راحه وشقاء .. صحه ومرض..حربُ وسلم ..نجاح وفشل.. حب وكره.
نشعر بلذة الفرح بعد أن نذوق مرارة الحزن
نستمتع بالراحة بعد مكابدة التعب وعنائه
نقدر نعمة الصحه بعد أن يصيبنا المرض
نشعر بتقلبات الأحاسيس ما بين الحب والكره
لنتقبل حياتنا كما هي، ولنحياها كما اراد الباري أن تكون فالحياة مزيج وخليط وماهي إلا أمل يغرس فينا حب الحياة حتى اخر نفس, من الصعب ان تكون حياتنا كلها ذات لون واحد فيصعب ان تكون حياتنا كلها دامسه ويسودها إما الفرح او الحزن، وما وُجِدنا في هذا الكون إلا لنتعايش مع فلكية ودوران هذه الحياه بكل مافيها من الوان، لذلك لنحيا الحياة ما بين الابيض والاسود ؛ فمن اراد الابيض وجد النقاء ومن اراد الاسود فلا يتنظر من الضوء بقاء .
يقول ابن خلدون: «الإنسان جاهلٌ بالذاتِ، عالمٌ بالكسبِ» عقلَهُ صفحةً بيضاء، ليس فيها معرفةً قَبْليَّة، ثم تبدأ التجارب بالانتقاش عليها لتُلونها، هذا فِعلٌ أبيض، وهذا جُرمٌ أسود، وما بين حدة تناقض الأبعَدَين نَهرُب لعالمٍ من الألوان، عسى أن تَنبُتَ زهرة بريَّة بنفسٍ جرداء، أو حتى يواسينا بصبره خَضار لون الصبّار. علينا أن نوقف الأسود عند حدِه، ومنح الأبيض بعض حظِه، فلا يطغى ولا يُطغى عليه.. ويكون لنا في الألوان حياة.
رولا سمارة – الطيرة